"أنا أغنى منك!" هي تجربة اجتماعية وفنية.
في عالم يزداد فيه الأغنياء ثراءً، كم من المال هم على استعداد لإنفاقه لإرضاء غرورهم؟
في العصر الرقمي اليوم، تطور السعي وراء المكانة الاجتماعية إلى ما هو أبعد من السلع الفاخرة التقليدية. وتمثل منصات مثل "أنا أغنى منك" شكلاً جديداً من أشكال العملة الاجتماعية حيث لا يتم عرض الثروة من خلال الحيازة بل من خلال الدفع.
تعكس هذه الظاهرة تزايد تسليع مجتمعنا لتقدير الذات والمكانة الاجتماعية. فالدفع مقابل الحصول على المركز الأول لا يتعلق فقط بإثبات التفوق المالي - بل يتعلق بتأكيد مكانة المرء في التسلسل الهرمي الاجتماعي.
تشير الأبحاث النفسية إلى أن الأشخاص الذين يدفعون المال مقابل الثراء على منصات كهذه غالباً ما يكونون مدفوعين بالرغبة في التحقق من صحة ما يدفعونه والاعتراف به. ففعل الدفع يخلق شعوراً بالإنجاز والهيمنة الاجتماعية.
علاوة على ذلك، تستفيد هذه المنصات من حاجة الإنسان إلى المنافسة والمكانة. ففي عالم يزداد ترابطاً وتواصلاً، يوفر التواجد على رأس قائمة - سواء أكان أغنى الناس في العالم أو الأكثر شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي - شكلاً فريداً من أشكال رأس المال الاجتماعي.
من من منظور اقتصادي، تمثل هذه المنصات دراسة حالة رائعة في الاقتصاد السلوكي. فآلية التسعير (التي تزيد بمقدار يورو واحد في كل مرة) تخلق حاجزاً نفسياً يشجع على المشاركة المستمرة.
كل دفعة ليست مجرد صفقة - بل هي بيان نوايا والتزام بالحفاظ على مركز المرء. كما يعمل السعر المتزايد أيضًا كمرشح طبيعي، مما يضمن أن أصحاب الإمكانيات المالية الكبيرة فقط هم من يمكنهم المشاركة بمستويات أعلى.